لو جبت دول العالم العربي والإسلامي وسألت عن طارق بن زياد لكان أول ما يقال عنه:أنه أحرق السفن وقال مقولته المشهورة:"أين المفر...البحر من ورائكم والعدو أمامكم,فليس لكم والله إلا الصدق والصبر". هل فعلًا هذا حدث أم أنها خرافة وأسطورة؟؟؟ الحقيقة أن هذا لم يحدث ولم يكن ليقوم به قائد مسلم وجنود مسلمون جاءوا ليقاتلوا وليرفعوا راية الإسلام عالية خفاقة في آفاق الأندلس,ولم يكن هناك أي داعٍ لمثل هذا التصرف الذي إن دل على شيء فإنما يدل على خوف وجبن وتقهقر الجنود وتقاعسهم عن الجهاد وخوفًا من فرارهم وتوليهم الدبر. لقد منّ الله على القائد المسلم فتح الأندلس في شهررمضان عام 92,أي في القرن الهجري الأول,ولم يذكر أحد من المؤرخين المسلمين أو غيرهم في القرون الأربعة بعد الفتح هذه الحادثة مع عظمها,فهذا المؤرخ ابن عبد الحكم المصري وصاحب كتاب"فتوح مصر والمغرب والاندلس ولا المؤرخ عبد الملك بن حبيب الذي عاش في مصر وهو أندلسي الأصل,وصاحب كتاب"مبتدأ خلق الدنيا" والمعروف بكتاب عبد الملك بن حبيب,والمؤرخ محمد القرطبي المعروف بإبن القوطية وصاحب كتاب"تاريخ إفتتاح الاندلس"...وهؤلاء هم مؤرخو القرن الرابع الهجري لم يذكروا هذا الحادثة على الإطلاق. وكان أول ظهورها في القرن السادس الهجري في كتاب "نزهة المشتاق" للإدريسي المتوفي عام 560 للهجرة, واخذها عنه الحميري في كتابه"الروض المعطار" وذاعت من بعدهما وانتشرت في كتب التاريخ. وكان مما قاله الإدريسي في امر هذه الحادثة:"لما جاز ابن طارق ومن معه من البرابر وتحصنوا بهذا الجبل,أحس في نفسه أن العرب لا تثق به ,فأراد أن يزيح ذلك عنه فأمر بإحراق السفن التي جاز عليها فتبرأ بذلك عما أتهم به".اه ونقل الحميري في "الروض المعطار" هذا حيث قال:"وإنما سمي بجبل طارق لأن طارق بن عبدالله لما جاز بالبربر الذين معه تحصن بالجبل,وقدر أن العرب لا ينزلونه فأراد أن ينفي عن نفسه التهمة فأمر بإحراق المراكب التي جاز فيها فتبرأ بذلك مما اتهم به".اه واضح من النصين تقاربهما وأن أحدهما أخذ عن الآخر مما يدل على أن الحميري لم يتيقن من الامر وأورده هكذا. والخلاصة أن مسألة إحراق السفن ما هي إلا أسطورة وخرافة لم تحصل ,وما هي إلا من نتاج خيال بعض المؤرخين الذين خلطوا بين الحقيقة والوهم |
طارق بن زياد لم يحرق السفن في فتحه الأندلس!!!
جار المجاورين- المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
- مساهمة رقم 1