أبو الحسن التهامي في رثائه لابنه: جاورت أعدائي وجاور ربه... شتان بين جواره وجواري حكم المنية في البرية جاري ... ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يرى الإنسان فيها مخبراً ... حتى يرى خبراً من الأخبار طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار وإذا رجوت المستحيل فإنما ... تبني الرجاء على شفير هار فالعيش نوم والمنية يقظة ... والمرء بينهما خيال ساري والنفس إن رضيت بذلك ... أو أبت منقادة بأزمة الأقدار فاقضوا مآربكم عجالاً إنما ... أعماركم سفرٌ من الأسفار وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ... إن تسترد فإنهن عواري فالدهر يخدع بالمني ويغص ... إن هنا ويهدم ما بنى ببوار ليس الزمان وإن حرصت مسالماً ... خلق الزمان عداوة الأحرار ثوب الرياء يشف عن ما تحته... فإذا التحفت به فإنك عاري لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا... وعمى البصائر من عمى الأبصار هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا... أو سلموا لمواقع الأقدار ذهب التكرم والوفاء من الورى... وتصرماً إلا من الأشعار وفشت خيانات الثقات وغيرهم... حتى اتهمنا رؤية الأبصار ولربما اعتضد الحليم بجاهل... لا خير في يمنى بغير يسار لله در النائبات فإنها ...صدأ اللئام وصيقل الأحرار هل كنت إلا زيرة فطبعنني... سيفاً وأطلق صرفهن غراري زمن كأم الكلب ترأم جروها... وتصد عن ولد الهزبر الضاري |
جاورت أعدائي وجاور ربه... شتان بين جواره وجواري
بنت الشيوخ- المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
- مساهمة رقم 1