أَهلاً بِها حَسنـاءَ رُودَ الشَبـاب وافـت لَنـا سافِـرَةً لِلنقـاب مُفتَـرَّةً عَـن جَوهـر رائِـع لَكِـنَّ مـأواهُ الثَنايـا العِـذاب جادَت بوصل ناعـم أَنعشَـت بِهِ فؤاد الصبِّ بَعـدَ اِلتِهـاب فأسكـرَتـنـا بأَحاديـثـهـا وَلَم نَذُق مِنَّةَ كـأسِ الشَـراب فَما كؤوسُ الشرب ملأى طِـلاً أَرفعُ منهـا للنهـى بِاِنتهـاب وَما الرياضُ الزاهِـرات الربـا جادَ لَها الغيث بفرط اِنسِكـاب غنّاءَ غنّـى الـورقُ أَوراقَهـا فنقَّطَت عُجبـاً بـدُرِّ السحـاب فراقـتِ الأَبصـارَ أَغصانهـا وَأَطربَ الأَسماعَ وَقعُ الربـاب يَوماً بأَبهى مـن حَديـث لَهـا أَحيا مَوات الأدب المستطـاب أَهدى لنـا كانـونُ أَزهارهـا فقلت يا بُشـرايَ نيسـانُ آب قَبَّلتُـهـا ثــمّ ترشَّفـتُـهـا وَما تَجاوزتُ الرضى بِالرُضاب كَأَنَّها نابَـت قَصيـداً زَهَـت من نظمِ إِبراهيمَ أَدنـى مَنـاب ذو النظمِ كالغيثِ اِنسجامـاً إِذا دَعاهُ لا يُخطئ صَوبَ الصَواب والسجع يُزري بحمـام الحمـى بالحكمة الغرا وَفصل الخطـاب فالنَثرُ كالنثرة والشِعـرُ كالشـع رةِ ضياءً فاقَ ضوءَ الشهـاب هَـذا إِلـى علـم وحلـم إِلـى فصل وَفضل جائِـدٍ لِلطِـلاب مَولاي هذي خدمـةٌ قصَّـرَت بالعجز عَن نظم إِذا طال طاب بِتُّ بِهـا فـي لَيلَتـي ظامِئـاً أَرومُ تَعويضَ الشَرابِ السَـراب أَضـربُ أَخماسـي بأَسداسهـا وَلا يَدورُ النظمُ لي في حسـاب أثَبتُ عَن مُرجانكـم بالحصـى فاللَه يوليـكَ جَزيـلَ الثَـواب عَطفـاً عَلـى مُبتَـدئ تابِـعٍ مِلَّـةَ إِبراهيـم فيمـا أَجـاب اللَهَ في صَـبّ جفـاه الكـرى وَالأَهلُ وَالدارُ وطيب الشَبـاب فَاِفتَح له بالصفح بابَ الرِضـى وَسُدَّ عَن أخلالـه كُـلَّ بـاب وَهاتِ فسِّر مـا اِسـمُ ذاتٍ إِذا ما صحّفوه كان مأوى الرُضاب وَإِن تُـبَـدِّل مـــع ذا أَولاً منه تَرى لُغزاً يَرومُ الجَـواب وَاِبقَ قَريرَ العين تَحظـى بِهـا مِن ملكٍ عالي الذرى وَالجنـاب ما لاح نجمٌ في ريـاض وَمـا أَشرق في أفق سَمـاء وغـاب |
إسم الشاعر | ابن حَجَر العسقلاني |